هل مشاهير مواقع التواصل وبعض المواطنين في السعودية شركاء في جرائم النظام السعودي؟
سعت الحكومة السعودية في الآونة الأخيرة لتجييش كل وسائل الإعلام التقليدية والحديثة لخدمة أهدافها وتلميع صورتها وتبرير فشلها والدفاع عن أخطائها، في صورة باتت مقززة لدى كثير من طبقات المجتمع التي تتحرى المصداقية.
لكن يبدو أن السلطة لم تكتف بذلك الترويج الاعلامي المُستهلك من قبل مؤسساتها وأذرعها الاعلامية، فعمدت إلى تجييش مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي وعدد من المواطنين للتطبيل لها والتبرير لجرائمها والتعتيم على انتهاكاتها.
وتنوعت الوسائل التي أقنعت أو أرغمت هؤلاء لركوب هذه الموجة، فتارة بشراء الذمم بالمال ومرات بالتهديد بالسجن والاعتقال وأخرى بالابتزاز بمواقف سابقة أو اختراق حساباتهم وهواتفهم الذكية.
إن التجييش للناس بهذه الطريقة فضلا عن كونه تجاهل لقناعاتهم ومصادرة لأفكارهم، إلا أنه تعدي على حرياتهم وابتزاز رخيص مقابل مواقف داعمه لجرائم السلطة.
تذكر مصادر مقربة من بعض المشاهير أنهم ينشرون بعض ما تروج له السلطة وهم مرغمون، بل إن بعضهم ينتابه شعور بين الخوف من بطش السلطة وتأنيب الضمير. وتؤكد بعض المنظمات المراقبة للشأن السعودي أن بعضهم يفعل ذلك وهو يشعر أن رجله في الوحل.
إن جرائم النظام السعودي لم تتوقف عند انتهاكات حقوق الإنسان ومصادرة الحق في التعبير وحرية الرأي، بل أرادت إشراك المشاهير وعدد من المواطنين المؤثرين في الدعاية لها والترويج لأفكارها والتبرير لجرائمها وانتهاكاتها، وإنه من الصعوبة بمكان في ظل تردي حرية التعبير في السعودية أن يقول هؤلاء عكس ما تريده السلطات. ولكن عليهم ألا يكونوا شركاء للنظام في جرائمه من خلال التبرير لانتهاكاته واستبداده وفشله، فالسكوت هو أقل ما يستطيعون فعله هذه الأيام.