اعتقالات بأثر رجعي في السعودية بسبب تغريدات سابقة
تعيش الحسابات الإلكترونية التابعة للسلطات السعودية حالة من السعار منقطعة النظير في البحث والتنبيش في تغريدات سابقة لعدد من الأشخاص لغرض التحريض عليهم تمهيدا لاعتقالهم، في أسلوب أشبه ما يكون بأنه إعلان من الحكومة أن التعبير عن الرأي والمطالبة بالإصلاح في أي وقت وتحت أي ظرف مدعاة للاعتقال والعقاب بأثر رجعي.
إن هذا الأسلوب الممنهج الذي تمارسه السلطة عبر أذرعها الإعلامية أصبح السمة السائدة في الفترة الماضية لاعتقال أي شخص ترغب السلطة في اعتقاله على مواقف سابقة ،وربما يكون قد تخلى عنها. فكل ما عليها فعله هو الإيعاز لأحد حسابات الذباب الإلكتروني أو أحد المطبلين للسلطة بنشر تغريدات قديمة ومواقف سابقة لهذا الشخص ثم تجييش الحسابات الإلكترونية عليه ليكون مصيره الاعتقال بعد فترة وجيزة.
وهذا ما حصل مؤخرا مع لجين داغستاني التي اعتقلت مطلع إبريل ٢٠٢١ عندما نشرت لها تغريدات سابقة منذ عام ٢٠١٣ أبدت فيها رأيها بضرورة تحسين بعض الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتداولتها حسابات السلطة بكثافة وقامت بالتحريض عليها وطالب بعضها صراحة باعتقالها. وذات الأمر حصل مع الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي محمد الفوزان المشهور ب ” أبو نوره ” الذي تم التشبيح عليه من قبل اللجان الإلكترونية لأجل تغريدات انتقد فيها الملك عبدالله عام ٢٠٠٩ واعتقل بسبب ذلك في ابريل ٢٠٢٠.
هذا الأسلوب الوضيع حصل مع غير واحد من المعتقلين مؤخرا لتؤكد السلطات أنها مستمرة في قمع كل الأصوات وترهيب كل المطالبين بالإصلاح واستخدام كل الأساليب القذرة والغير أخلاقية لتوسيع دائرة بطشها ومحيط قمعها.