الفصل التعسفي من الوظائف للناشطين والحقوقيين
لم تكتفِ السلطات السعودية بالأذى الجسدي والنفسي الذي الحقته بالناشطين والحقوقيين والتجسس عليهم وملاحقتهم وتخويفهم وترهيبهم وسجنهم واعتقالهم فقد استخدمت مع بعضهم نوع آخر من التعدي وهو فصلهم تعسفيا من وظائفهم دون مستند قانوني أو سبب نظامي. بل وزاد بهم التعدي أن قاموا بإيقاف المعاشات التقاعدية عن عدد ممن أحيلوا للتقاعد منذ فترة طويلة.
إن هذا التعدي والظلم الكبير ومضايقة الناس في معيشتهم والتعدي على حقوقهم هو أحد الطرق المبتذلة التي يستخدمها النظام للضغط على الناشطين والحقوقيين للتوقف عن الحديث أو معارضة النظام. وفضلا عن الوضع الاقتصادي المزري الذي تعيشه البلاد وسوء الوضع المعيشي وانخفاض دخل الفرد وزيادة البطالة إلا أن السلطة تستخدم هذا الاسلوب لحرمان الناشط وعائلته من حقهم الاساسي ومرتباتهم التي يتقاضونها نظير أعمالهم مما يجعل الناشط وعائلته في حالة من الفقر والحاجة. فهذا الأثر لا يقف عند حدود شخص واحد بل يتعداه إلى عائلته وأطفاله وربما والديه إن كان يعيلهم.
لو وجدت سلطات قضائية مستقلة ونزيهة لأمكن الرجوع إليها للمطالبة بمثل هذه الحقوق. ولكن فساد الحكومة وبطشها أنعكس على كل شيء فجعل مثل هذا التجاوزات تمر دون مسائلة ويتضرر من أشخاص لا ذنب لهم إلا نشاطهم الحقوقي ويتعدى هذا الأثر ليشمل عائلاتهم وأسرهم.