بطش سلطة ابن سلمان يستهدف فئات المجتمع كافة
يظهر أنه لم يسلم من بطش السلطات السعودية أي فئة من فئات المجتمع، ولم ينجو من قمع ابن سلمان أي شخص له صوت او تأثير أو رأي مخالف مهما كان توجهه وفكره، ولن يشفع له انجازاته ولا عمله سنوات لخدمة وطنه وأمته.
لقد طالت يد البطش وأسواط الانتهاكات في السعودية كل صوت حر مطالب بالاصلاح ، بل تعداه لمن كان لهم بصمة إصلاح ذات يوم أو تكلموا بصوت خفي للمطالبة بالاصلاح. وتجاوز هذا الأمر لينال ويطال أهل القرآن (( الذين هم أهل الله وخاصته )) وأمتد لمن صلى بالناس إماما بالحرم المكي الشريف أطهر الأرض وأشرفها ومأوى أفئدة المؤمنين ومحط انظار المسلمين في كل بقاع المعمورة .
فهذا إمام الحرم المكي الشريف الشيخ الدكتور صالح آل طالب تختطفه سلطات القمع والانتهاك السعودية في إحدى مطاراتها وهو قادم من خارج المملكة رفقة عائلته واقتادته إلى مكان مجهول وكأنه اعتى المجرمين أو الفارين من العدالة.
لقد اُعتقل الشيخ صالح آل طالب بطريقة مهينة أمام زوجته وأطفاله لأنه غرد عبر حسابه في تويتر يستنكر المبالغة بمشاريع الترفيه وهدر المال العام عليها بدلا من استثماره في الصناعة والانتاج الذي يبني الدول ويقوي اقتصادها.
كان هذا التعبير الصادق والعفوي من الدكتور صالح آل طالب كفيل أن يعتقل كالمجرمين ويخفى قسريا لبضعة أشهر ويمنع من التواصل مع أهله وعائلته هذا وهو امام الحرم المكي الشريف الذي يصلي خلفه مئات الآلاف من المصلين ويستمع إلى تلاوته وخطبه ملايين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
ومن الشخصيات القرآنية التي بطشت بها السلطات السعودية القارئ الشيخ الدكتور عبدالله بصفر الأستاذ بجامعة الملك عبدالعزيز وامام وخطيب جامع الشعيبي بجدة . والشيخ عبدالله بصفر أكاديمي وقارئ متقن للقرآن الكريم، كرس حياته لخدمة القرآن الكريم وتدريسه وتحفيظه على مستوى العالم الإسلامي وهو الأمين العام للهيئة العالمية للكتاب والسنة. وهو شخصية مشهورة ومعروفة على مستوى العالم الإسلامي بأكمله في مجال تدريس القرآن الكريم والاهتمام به واشرف على بناء عدد من المعاهد والمدارس القرآنية التي تخرج منها مئات الحفاظ والمقرئين على امتداد العالم الاسلامي. وهو الامام القرآني الذي وضع له في كل أرض بصمة سواء بتحفيظ كتاب الله أو الصلاة بالمسلمين في كل بلد يذهب إليه وهو صاحب الصوت الندي الذي تخشع له قلوب المؤمنين عند سماع تلاوته.
وإن المضحك المبكي أن يتم اعتقال الشيخ / عبدالله بصفر بسبب انتشار مقطع له قديم وهو يؤم المصلين في أحد مساجد تركيا عام ٢٠١٦ وبسبب تدهور العلاقة بين السعودية وتركيا بعد اغتيال خاشقجي تم اعتقاله بسبب تداول هذا المقطع.
ولقد تعرض لذات الانتهاكات من الاعتقال التعسفي والاخفاء القسري والحبس الانفرادي والمنع من التواصل مع عائلته ، والأسوأ من ذلك أن السلطات السعودية لم توجه لهما تهم ولم تشرع في محاكمتهما.
إن التعدي على مثل هذه القامات القرآنية والشخصيات الاعتبارية التي يحترمها جميع المسلمين في العالم ويعرفون قدرها ومكانتها لهو تعدٍ صارخ على كل مسلم واستفزاز لكل مؤمن بل هو تطاول مقصود ومتعمد على القرآن وأهله ، فهولاء لم يرتكبوا خطأ ولم يفعلوا جرما ليتم اعتقالهم واخفائهم وممارسة ابشع أنواع الانتهاكات ضدهم وهم قبل ذلك رموز اسلامية ليس في السعودية فحسب بل على امتداد العالم الاسلامي.