السلطات السعودية تواصل اعتقال مالك الدويش بسبب مطالبته بالكشف عن مصير والده المخفي قسريًا

تواصل السلطات السعودية اعتقال الشاب مالك الدويش منذ سبتمبر 2022، على خلفية مطالبته بالكشف عن مصير والده الداعية السعودي الشيخ سليمان الدويش، المختفي قسريًا منذ أبريل 2016.

ووفقاً لمصادر حقوقية كان القضاء السعودي قد أصدر في وقت سابق حكمًا ابتدائيًا ضد مالك بالسجن لمدة 27 عامًا، قبل أن يُعاد النظر في القضية لاحقًا ويتم تخفيف الحكم إلى 15 عامًا، دون وجود أي مسوغ قانوني واضح يُبرر هذا الحكم.

وكان مالك قد اعتُقل أول مرة في يوليو 2022، وأُفرج عنه بعد شهر واحد فقط، قبل أن يُعاد اعتقاله مجددًا في سبتمبر من العام نفسه، عقب تداول مقطع فيديو له تساءل فيه علنًا عن مصير والده المختفي، وعن أسباب منعهم من رؤيته أو التواصل معه طوال سنوات، مؤكداً أن والده لم يُحاكم أو يُبلّغ مصيره لعائلته، كما أشار في تصريحاته إلى أن اعتقال والده جاء بسبب تغريدة نشرها عام 2016 حذّر فيها من مخاطرتدليل الأطفال وعدم محاسبتهم، وهي تغريدة اعتبرتها السلطات إسقاطًا على ولي العهد محمد بن سلمان.

ويُذكر أن الدكتور سليمان الدويش اعتُقل في أبريل 2016، من مدينة مكة المكرمة، بعد نشره سلسلة تغريدات وجه فيها انتقادات غير مباشرة للملك سلمان ونجله محمد بن سلمان. ووفقاً لمعلومات موثوقة حصلت عليها منظمة سند الحقوقية، فقد تم اعتقاله من قبل قوة أمنية خاصة، ونُقل على متن طائرة خاصة إلى الرياض، حيث تعرض لتعذيب مروّع داخل أحد القصور الملكية، ثم تم إخفاؤه قسريًا منذ ذلك الحين، دون أن يُعرض على أي جهة قضائية أو يُسمح لأسرته برؤيته.

وفي وقت سابق، كشفت منظمة سند عن تعرض مالك الدويش أثناء فترة اعتقاله الأخيرة لتعذيب جسدي ونفسي شديد لانتزاعاعترافاتتتعلق بالمقطع الذي ظهر فيه وهو يطالب بالكشف عن مصير والده، وقد لجأت السلطات لاستخدام أدوية تؤثر على الوعي بهدف الحصول على معلومات منه حول صلاته بناشطين حقوقيين في الخارج، ساعدوه في نشر قضيته إعلامياً، ووفقاً للمصادر، فقد أُجبر على تسجيل اعترافات جديدة في نفس الموقع الذي ظهر فيه أول مرة، تضمنت مزاعم مفبركة تفيد بأن والده اتصل بهم من سوريا وأبلغهم بأنه بخير، مقابل وعد بإطلاق سراحه، وهو ما لم يتم.

تُدين منظمة سند الحقوقية بشدة استمرار اعتقال مالك الدويش، وتطالب بالإفراج الفوري عنه، ووقف جميع أشكال التعذيب النفسي والجسدي بحقه، كما تجدّد المنظمة مطالبتها بالكشف العاجل عن مصير الدكتور سليمان الدويش، وضمان محاكمته أمام قضاء نزيه، أو الإفراج عنه فوراً، وإنهاء معاناة أسرته المستمرة منذ أكثر من تسع سنوات.

زر الذهاب إلى الأعلى