حول العقيد المنشق رابح العنزي.. فرانس 24: تصدر تقريراً مطولاً عن مطاردة مخيفة على تويتر يتعرض لها
نشرت صحيفة فرانس 24 تقريراً مطولاً عن المطاردة التي يتعرض لها العقيد المنشق رابح العنزي في المملكة المتحدة نتيجة لإعلان انشقاقه ومعارضته النظام السعودي وقالت الصحيفة إن العقيد بعد أن أعلن في بث مباشر على تيك توك استقالته من صفوف الشرطة، فوجئ بأن رأسه بات مطلوباً على تويتر حيث تعرض لمضايقات عبر الإنترنت وتهديدات إضافة إلى متابعة وكشف تحركاته، ويواجه رجل الشرطة السابق البالغ من العمر 44 سنة مطاردات مستمرة منذ منتصف آذار/ مارس الماضي من قبل حفنة من الحسابات الموثقة على تويتر تتهمه بأنه “خان الأمة”.
وقالت الصحيفة إن الكابوس بدأ فعليا في 22 آذار/ مارس بالنسبة إلى العقيد المنشق رابح العنزي، في ذلك اليوم تنقل العنزي إلى مطعم وسط العاصمة لندن وبدأ يصور في بث مباشر على تطبيق تيك توك، ومن بين خمسة آلاف متابع التحقوا بالبث المباشر نجد الحساب المسمى “فهد بن سطام“، الذي تباهى في سلسلة تغريدات على تويتر بتمكنه من تحديد موقع وجود العقيد السابق حيث غرّد: “أنا موجود بالبث لاتخافون اعطوني شوية وقت إلى أن اطرده من المطعم للمرة الثالثة،” و بعد ما يقارب 45 دقيقة من البث، أتى ساقي ليخطر رابح العنزي بإيقاف بث الفيديو، وفي مقطع من الفيديو الأصلي نسمع مدير المطعم يفسر بالعربية للعنزي أن الادارة تلقت مكالمات تشتكي من “محتوى الفيديو السياسي”، وبعد محادثة قصيرة قام رابح العنزي بقطع البث المباشر.
من جهته غرد “فهد بن سطام” مؤكداً أنه من كان وراء هذه المكالمة بهدف “التنديد” بسلوك مواطنه، ومع مقطع من فيديو العنزي، خاطب “فهد بن سطام” مباشرة العقيد المنشق رابح العنزي في تغريدة قائلا :”وراءك وراءك يا خائن… لن يقف الأمر عند هذا الحد، المرة هذه أتيته من المطعم والمرة القادمة… السكن.
وقد لاقى الحساب ترحيباً من جمهوره السعودي وذلك لـ”جهوده الوطنية” حيث يغرد أحدهم “الخونة من العسكر تحديداً حقهم حد السيف”.
و في يوم 27 آذار/ مارس، نشر “فهد بن سطام” ما يشبه مذكرة تفتيش مع مكافأة مالية قدرها 10 آلاف ريال سعودي (حوالي 2400 يورو) لأي شخص “يقدم معلومات هذا الشخص بهذه المعطيات: شخص يؤجر بيتا صغيرا في لندن ومن المرجح أنه في حي كينسينجتون.” وأضاف “فهد بن سطام” لمنشوره صوراً من داخل مسكن العقيد السابق التي تم التقاطها من المقاطع المصورة التي نشرها عبر تيك توك، و بعد ذلك بثلاثة أيام، نصح صاحب الحساب الذي ينشر تحت اسم “فهد بن سطام” متابعيه بتركيز بحثهم على مواقع إلكترونية لتأجير البيوت “زوبلا بروبرتيZoopla Property” و”أون ذي ماركت OnTheMarket”.
ويقول “فهد بن سطام” إنه سيقدم خمسة آلاف ريال سعودي إضافية (نحو 1200 يورو) “لأول شخص يعثر عليه قبلي”، و تحت تغريدات “فهد بن سطام” على تويتر، أثنى مئات المغردين على جهوده، حيث اقترح أحد مستخدمي تويتر ما يلي :”أخي سطام، أرجو منك أن تقبل مني 1000 ريال إضافي (نحو 200 يورو) من مالي الخاص علاوة على الـ10 آلاف ريال التي وضعتها كمكافأة”.
وأعرب آخر عن شماتته في العقيد المنشق رابح العنزي في حال تم اعتقاله من قبل السلطات السعودية حيث كتب: لغة الجسد تقول إنه ميت من الخوف ويتحسس رقبته التي سوف تفصل [عن جسده].”
في استجابة للدعوة التي أطلقت من نفس الحساب، التحق عدد كبير من المعلقين بمقاطع الفيديو المباشرة التي يبثها رابح العنزي عبر تيك توك بنية تهديده وشتمه في التعليقات التي ينشر منها حساب @fahadnoic، حيث تقول إحدى مستخدمات تويتر: “لقد قام بحظري في حسابه هذا الخسيس، لقد كويته من خلال تعليقاتي، لم يتحمل الحقيقة”، فيما قام آخرون بنشر تغريدات على تويتر عن الإحداثيات الجغرافية التي من الممكن أن يوجد بها العقيد المنشق رابح العنزي.
قال عدد كبير من مستخدمي الانترنت من الذين يدافعون عن حق العقيد المنشق رابح العنزي في التعبير الحر إنهم قاموا بإخطار إدارة تويتر برسائل التهديد التي ينشرها “فهد بن سطام” وذلك بسبب تضمنها خطابا يحرض على العنف والكراهية، ورغم اتصال فريق تحرير فرانس 24 عدة مرات بها، فإن قسم السلامة في موقع تويتر لم يرد عن استفساراتنا أو تقديم تعليق باستثناء إيموجي “البراز” التي أصبحت إجابة آلية من إدارة تويتر على طلبات الإعلام، في خطوة أعلن عنها مالك الموقع إيلون ماسك في 19 آذار/ مارس، يذكر أنه وفي 17 آذار/ مارس الفائت، تمت قرصنة حساب رابح العنزي على تويتر وإغراقه بصور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
تصريح العقيد المنشق رابح العنزي حول الهجوم عليه
وفي تصريح للصحيفة قال العقيد المنشق رابح العنزي إنه في الحالات العادية، لا أحد يتجرأ على تهديد عقيد في الأمن علناً دون موافقة أو أمر من السلطات السعودية، إذ سيواجه مرتبكها خطر الاعتقال والزج به في السجن، وهذه التهديدات تركت لدي انطباعا بأن هذه الحساب على تويتر مدعوم من النظام، وتابع لقد أصبحوا مرعوبين (الحسابات الوهمية على تويتر) بعد نشر تغريداتي كما لو أنني أمثل خطرا محدقا بالمملكة السعودية، ولكني لم أرتكب أي شيء باستثناء الحديث عن تجربتي (في جهاز الشرطة) والتعبير عن رأيي.
وحول ملاحقة فهد بن سطام له قال العقيد “في هذا الفترة، أتفادى قدر المستطاع التواصل مع غرباء خصوصا من العرب، لم أعد أذهب إلى المسجد، أصبحت أعاني من قلق كبير، عندما تمكن “فهد بن سطام” من تحديد موقعي الجغرافي في الفندق الذي كنت أقيم به يوم 27 آذار/مارس، قمت بتغيير عنواني بسرعة، ومن ثم نجح في العثور على الشارع الذي يوجد به سكني الجديد، الذي غادرته مباشرة بعدما كشف عنه في تغريدة على تويتر.
إلى غاية اليوم، يقول العقيد المنشق رابح العنزي إنه لا يتمتع بحماية أمنية في المملكة المتحدة. وقد قدم طلبا للحصول على لجوء سياسي في بريطانيا والولايات المتحدة وكندا ويأمل في أن تتم الموافقة على طلب اللجوء حتى يستعيد الشعور بالأمان، وتمكن فريق تحرير مراقبون فرانس 24 من التأكد من أنه تم تقديم شكوى لشرطة لندن وأن التحقيق ما يزال مستمرا إلى غاية 31 آذار/ مارس على الأقل، وبعد الاتصال بها من فريق التحرير، لم ترد سفارة السعودية في المملكة المتحدة على استفساراتنا.