يد التنكيل تمتد إلى عائلات الناشطين والمعتقلين 

لم تكتفِ السلطات السعودية بما تمارسه ضد معتقلي الرأي والناشطين الحقوقيين في السعودية من انتهاكات صارخة وتجاوزات متعمدة. ولا ما تقوم به ضد الناشطين والمعارضين السعوديين في الخارج من ملاحقة وترويع وصل الحال  فيه إلى جريمة الاغتيال البشعة التي تعرض لها الصحفي جمال خاشقجي أمام سمع العالم وبصره، بل تجاوز الأمر إلى التضييق على عائلات الناشطين في الخارج والمعتقلين في الداخل وممارسة أبشع صور الترهيب والتضييق والابتزاز.

ويتمثل تضييق السلطات على عائلات الناشطين، بمنعهم من السفر وإيقاف خدماتهم المالية، ومنعهم من بعض حقوقهم الاساسية في استخراج وثائقهم الثبوتية  واستدعاء بعضهم للتحقيق بشكل متكرر. والتهديد بالسجن والاعتقال لو طالبوا بالإفراج عن معتقليهم أو تواصلوا مع أقاربهم من المعارضين في الخارج.

ولقد وصلت حالة التعدي والانتهاكات التي تقوم بها السلطات السعودية أن اعتقلت أشخاص ليس لهم أي نشاط حقوقي فقط لمجرد صلة القرابة التي تربطهم بمعارضين او ناشطين، فهذه أمل الحربي اعتقلت فقط لأن زوجها فوزان الحربي الناشط الحقوقي المعروف والمعتقل منذ ٢٠١٣. وذات الأمر حصل مع أخوة وأصدقاء المعارض السعودي عمر عبدالعزيز المقيم في كندا. وهذا ما حصل تماما مع السيدة المسنة عايدة الغامدي التي اعتقلت لأن ابنها عبدالله الغامدي معارض للسلطات ويقيم في المملكة المتحدة. بل أقدمت السلطات السعودية على اعتقال مراهقين أمثال عمر وسارة الجبري لمجرد أن والدهم سعد الجبريرجل المخابرات السابق المقيم في كنداوالذي تطالب السلطات السعودية بعودته.

وقد ذكر الدكتور عبدالله العوده المعارض السعودي المقيم في أمريكا وابن الدكتور سلمان العودة المعتقل منذ ٢٠١٧أن استهداف عوائل الناشطين كارثة غير مسبوقة، تجاوزوا فيها حتى معايير الجاهليةوقال : “17 شخصاً من عائلتي ممنوعون من السفر بما فيهم أطفال ، وعمي الدكتور خالد اعتقل لأنه غرد في حسابه بتويتر عن اعتقال والدي“. وهذه الانتهاكات تكاد تكون عامة مع كل عائلات المعتقلين والناشطين. فقد أُجبرت سيدات على طلب الطلاق من أزواجهم في تعدي فاضح على اخص الخصوصيات وأقدس الروابط.  

إن هذه التجاوزات التي تقوم بها السلطات السعودية، انتهاكا صارخاً لحقوق الإنسان وحربا جسدية ونفسية ضد الناشطين وعوائلهم وابتزاز مرفوض تدينه كل المنظمات الحقوقية العالمية، إذ لا ينبغي بحال من الأحوال  أن تدفع عوائل الناشطين ثمن الرأي الحر الذي يمارسه فرد من عائلته. وينبغى على السطات السعودية التوقف فورا عن حالة القمع المسعورة هذه. 

زر الذهاب إلى الأعلى