معتقلون انتهت محكوميتهم: معاناة مستمرة في السجون السعودية

تتعدد الانتهاكات التي يتعرض لها مئات من معتقلي الرأي في السجون السعودية، فبدءاً من الحبس الانفرادي، والتعذيب والإهمال الطبي، والحرمان من الزيارة، مروراً بجلسات التحقيق الطويلة، والمحاكمات الهزلية، والإخفاء القسري لسنوات، وصولاً إلى القتل البطيء أو المتعمد، أو الحكم بالإعدام لمجرد التعبير عن الرأي، وحتى في حالة المحاكمات الصورية التي تقام للمعتقلين، وبالرغم من الأحكام الجائرة التي تصاحب تلك المحاكمات، تنتهج السلطات مؤخراً أسلوب المماطلة في إطلاق سراح المعتقلين الذين قضوا محكومياتهم. حمل التقرير من هنا

وفي الوقت الذي يعد المعتقلون وأهاليهم الدقائق والساعات في السجن انتظاراً للحظة انتهاء محكومياتهم، يتفاجأ كثير من معتقلي الرأي بإهمالهم لسنوات أخرى في السجن دون سبب أو مبرر قانوني، مما يؤكد على صورية وعبثية تلك المحاكمات التي تقيمها السلطات، وكأن تلك المحاكمات التي تستمر لسنوات، إنما هي وسيلة من النظام لتفادي الانتقاد أو لتخفيف الضغط من المجتمع الدولي أو المنظمات الحقوقية، وتبقى هذه المحاكمات محاولة لتبرير إخفاء واعتقال المئات من أبناء وبنات البلد تحت غياهب السجون لمجرد ممارستهم حقهم في التعبير عن آرائهم.

من جانب آخر، ومن خلال عدم الإفراج عمن انتهت محكومياتهم، يقوم النظام السعودي بمخالفة نظامه الخاص المسمى (نظام الإجراءات الجزائية) حيث تنص المادة 213 من هذا النظام بأنه: ”يُفْرَجُ في الحال عن المتهم الموقوف إذا كان الحكم صادرًا بعدم الإدانة، أو بعقوبة لا يقتضي تنفيذها السجن، أو إذا كان المتهم قد قضى مدة العقوبة المحكوم بها أثناء توقيفه.“ يضاف هذا الانتهاك إلى قائمة من الانتهاكات التي يقوم بها النظام السعودي ضد المعتقلين السياسين مثل منع الإخفاء القسري ومنع التعذيب وغيرها، لتشكل دليلاً آخر على استهانة هذا النظام بحقوق مواطنيه وسلب حرياتهم. 

في هذا التقرير سوف نتناول أبرز المعتقلين الذين لم يتم إطلاق سراحهم حتى لحظة نشر هذا التقرير، حسب الوثائق التي بلغتنا أو تقارير المنظمات الحقوقية عن الشأن السعودي، كما نحث جميع أهالي المعتقلين الذين لم يتم الكشف عن اعتقالهم أو محاكماتهم بالتواصل معنا أو مع المنظمات الحقوقية الأخرى للمطالبة بالكشف عن مصير ذويهم داخل السجون.

حمل التقرير من هنا معتقلون انتهت محكوميتهم: معاناة مستمرة في السجون السعودية