السلطات السعودية تواصل اعتقال المواطن فارس الدليلة تعسفيًا منذ يونيو 2023
تواصل السلطات السعودية اعتقال المستشار القانوني والعسكري السابق في الجيش السعودي فارس علي ناصر الدليلة (41 عامًا) منذ يونيو/حزيران 2023، حيث يقبع حاليًا في سجن ذهبان بمدينة جدة، دون الكشف عن معلومات كافية بشأن ظروف اعتقاله أو التهم الموجهة إليه، ودون تأكيد عرضه على أي جهة قضائية حتى الآن.
وبحسب إفادة زوجته، التي تقيم مع طفلتهما خارج المملكة، تعرّض فارس الدليلة للإخفاء القسري عقب اعتقاله، إذ لم تتلقَّ عائلته أي معلومات عن مصيره لفترة طويلة، قبل أن تعلم باعتقاله عبر اتصال هاتفي مع شقيقه الأكبر، كما أفادت العائلة بأنه لم يُسمح له حتى اليوم بتوكيل محامٍ للدفاع عنه، ولم تتأكد أي معلومات رسمية عن إحالته إلى المحكمة.
ورغم محاولات زوجته المتواصلة للتواصل معه على مدى ثمانية أشهر، قوبلت جميعها بالرفض المتكرر من إدارة السجن، حيث مُنعت من الاتصال به دون إبداء أي مسوّغ قانوني، كما حاولت ابنته التواصل مع إدارة سجن ذهبان، وناشدت المسؤولين السماح لها بالحديث مع والدها، إلا أن جميع محاولاتها باءت بالفشل، وواجهت الأسرة اشتراطات وصفتها بغير المنطقية، من بينها إلزام الزوجة بالحضور الشخصي إلى السجن لتنسيق المكالمات، رغم إقامتها خارج البلاد.
وتشير مصادر منظمة سند الحقوقية إلى أن استفسارات الزوجة المتكررة عن مصير زوجها قوبلت بتحذيرات صريحة من قبل الجهات المعنية، مفادها أن الاستمرار في السؤال عنه “قد يعرّضها للمساءلة”، وهو ما يشكل انتهاكًا جسيمًا لحقوق أسر المعتقلين في معرفة أوضاع ذويهم، وفي سياق متصل، أفاد أحد موظفي سجن ذهبان بأن إدارة السجن ليست الجهة المسؤولة عن تنظيم الاتصالات، وأحال طلبات العائلة إلى “رئاسة أمن الدولة”.
وتفيد المعلومات المتوفرة بأن سبب اعتقال فارس الدليلة يُرجّح أن يكون على خلفية تغريدات نشرها عبر حسابه الشخصي على منصة X، طالب فيها ببعض حقوقه من إحدى الجهات الرسمية، ويعزز هذا الاحتمال إغلاق حسابه بعد عدة أشهر من اعتقاله، عقب الاستيلاء عليه من قبل جهاز أمن الدولة.
من جانبها تدين منظمة سند الحقوقية استمرار اعتقال فارس الدليلة، وتدعو السلطات السعودية إلى الإفراج الفوري عنه دون قيد أو شرط، وتعويضه التعويض اللازم.
