منظمة “سند” تقيم مؤتمرها الصحفي الأول: انعدام حرية التعبير في السعودية
أقامت منظمة سند الحقوقية المؤتمر الصحفي الأول اليوم الثلاثاء 22 يونيو؛ لتسليط الضوء على موضوع استضافة السعودية لخدمات جوجل السحابية، وانعدام حرية التعبير، وتداعيات هذه الخدمات على تقييد الآراء وإعطاء السلطة إمكانية التجسس على المواطنين.
وابتدأ الأستاذ “فهد الغويدي” عضو مجلس الأمناء للمنظمة المؤتمر بكلمة افتتاحية عن الأسباب التي دفعت المنظمة لعقد المؤتمر الصحفي، وعن الوضع الحقوقي في السعودية واستمرار إجراءات السلطة التعسفية تجاه معارضيها والإصلاحيين والمعتقلين داخل البلاد.
اعتقالات ممنهجة
وأشار إلى أن الاعتقالات التي تمارسها أجهزة السلطة قد استهدفت مختلف طبقات وشرائح المجتمع، وعلى مختلف توجهاتهم الدينية والسياسية، في صورة واضحة على استمرار هذا النهج القمعي للسلطة، لافتا إلى استمرارية الانتهاكات التي تستهدف المعتقلين سواء داخل السجون أو حتى بعد الإفراج عنهم.
وتحدث الغويدي عن مستقبل الحالة الحقوقية في البلاد، محذرا من القرار الذي أعلنت عنه شركة أرامكو السعودية بوضع السحابة الإلكترونية التابعة لشركة جوجل، في بلاد لا يراعى فيه أدنى حق من حقوق الخصوصية ولا يعترف بقوانين وأعرف دولية.
من جانبه قال مدير منظمة سند الحقوقية الدكتور سعيد الغامدي، إن النظام السعودي يمارس منذ عام 2015 انتهاكات ممنهجة ومقصودة، مشيرا إلى العقود الأخيرة التي أبرمت بين السلطة السعودية والشركات الإسرائيلية للتجسس.
مخاطر جوجل كلاود
وأشار إلى مشروع الخدمات السحابية “جوجل كلاود” المرتقب إنشاؤها في البلاد، وقال، إن في ديسمبر 2020 أعلنت شركة جوجل اتفاقيتها مع شركة أرامكو السعودية المملوكة فعليا للملك سلمان وابنه محمد لإنشاء مشروع جوجل كلاود.
وأضاف الغامدي أن شركة جوجل لم تتخذ أي إجراءات أو خطوات فعلية كما أوعدت المنظمات الحقوقية؛ لحماية الخصوصيات وحقوق الإنسان ووقف الانتهاك الحكومي المؤكد من خلال المشروع الذي ستقيمه في المملكة.
وتابع: أن منظمة سند أعلنت مع 38 منظمة حقوقية وهيئات دولية معنية، مطالبتها شركة جوجل العالمية بإيقاف إنشاء خدمة السحابة الإلكترونية في السعودية، وأكدت منظمة العفو الدولية على أن هذه الدعوة سارية المفعول حتى تتمكن جوجل من إظهار كيفية تخفيف مشاريعها من تأثير المخاطر السلبية التي يمكن أن تشكلها الحكومة السعودية على حقوق الإنسان.
وأكد الدكتور الغامدي أن هذا الموقف من منظمة سند والمنظمات الحقوقية الأخرى ليس آتيا من أجل الاعتراض على المشروع أو لمجرد الاستعراض، بل هناك أسباب حقيقية واقعية موجودة، ولأن ذلك سيعطي للحكومة السعودية مجالا على مراقبة المواطنين والمقيمين والشركات، وكذلك أن السعودية دولة غير آمنة لاستضافة جوجل كلاود، لعلاقتها السيبرانية المعلنة بإسرائيل، وذلك سيعجل المواطنين والمقيمين والحجاج عرضة للاختراق والتداول غير القانوني.
انتهاكات مستمرة
من جانبه قال الأستاذ عبدالله الغامدي عضو مجلس أمناء منظمة سند، إن سلطة محمد بن سلمان لاتزال مستمرة في انتهاكاتها لالتزاماتها الدولية في حقوق الإنسان، لاسيما بعد تنفيذ جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي، وتعذيب المعتقلين، وكذلك مقتل الإصلاحي عبدالله الحامد داخل السجن، ومقتل الصحفي عبدالله الشيحي، وكذلك الاعتقالات المستمرة ضد كل من يطالب بالحقوق والحريات، مشيرا إلى تنفيذ السلطة السعودية حكم الإعدام بحق المعتقل القاصر مصطفى آل درويش.
وأضاف أن للمنظمات الحقوقية المستقلة في تغطية انتهاكات السلطة السعودية دور جيد، مؤكدا على أهمية دور الإعلام في هذا الجانب للضغط على السلطة.
ولفت عبدالله إلى أن بعض المنظمات تركز في نشراتها الحقوقية على بعض المعتقلين المشهورين من دون غيرهم، مؤكدا على وجود أعداد كبيرة من الناشطين والإصلاحيين المعتقلين في سجون السلطة لم تتطرق لهم المنظمات.
كما تحدثت في المؤتمر الصحفي الدكتورة سو كونلن -عضو فخري في مجلس أمناء منظمة سند- ، وكذلك المدير التنفيذي للمنظمة الأستاذ بلال، وأشارا في حديثهما إلى الانتهاكات والتقييدات المستمرة التي تمارسها السلطة السعودية ضد مواطنيها أو معارضيها.
وفي الختام شهد المؤتمر الصحفي مداخلات وتساؤلات طرحها الحضور من الناشطين والإعلاميين، وأجاب عليها الأستاذ فهد الغويدي، قائلا، إن الخوف من البطش الحكومي في البلاد حال دون الحصول على التفاصيل الكاملة اللازمة لجميع المعتقلين، لاسيما وأن السياسة القمعية زرعت الخوف في حياة ذوي الضحايا، بما يتعلق بالبوح عن المعلومات والانتهاكات وما يتعرض له أبناءهم من سوء المعاملة والانتهاكات.