أصدرت منظمة سند ومنظمة هيومن رايتس ووتش بيانا مشتركا بشأن الخطر الذي يواجهه المعتقلون كبار السن في المملكة العربية السعودية.
منع خبيرة الأمم المتحدة من زيارة المسنين رغم تلقيها دعوة رسمية
(لندن، 17 يونيو/حزيران 2025) – قالت “هيومن رايتس ووتش” ومنظمة سند الحقوقية” إنه ينبغي للسعودية التوقف عن إساءة معاملة السجناء المسنين وضمان حصولهم على الرعاية الصحية المناسبة، منعت السلطات السعودية خبيرة الأمم المتحدة المعنية بحقوق المسنين، خلال زيارتها في أبريل/نيسان، من زيارة السجناء المسنين، ومنهم سجينان كانت قد طلبت رؤيتهما، رغم توجيه السعودية دعوة إليها لزيارة البلاد.
كما قالت منظمة سند السعودية إن الأكاديمي والداعية السعودي قاسم القثردي (70 عاما) توفي في السجن في 29 أبريل/نيسان 2025 خلال زيارة الخبيرة، وقالت سند إنه اعتُقل في 2021، وحُكم بالسَّجن ثماني سنوات، تليها ثماني سنوات من منع السفر بتهم غامضة متعلقة بـ “الإخلال بالنظام العام“.
وفي السياق ذاته قال سامر الشمراني، مدير عمليات سند: “وفاة الدكتور القثردي، كانت بسبب إهمال متعمد ورفض إطلاق سراحه بكفالة رغم تدهور صحته، وهي ليست حالة فردية، ندق ناقوس الخطر بشأن السجناء المسنين، وندعو السلطات السعودية إلى الإفراج فورا عن جميع المحتجزين تعسفيا، وتقديم الرعاية الصحية المناسبة إلى جميع السجناء“.
من جانبها قالت الأمم المتحدة إن الحكومة السعودية وجّهت دعوة إلى خبيرة الأمم المتحدة لزيارة البلاد بين 20 و30 أبريل/نيسان، خلال زيارتها سجن الحاير سيئ الصيت، طلبت الخبيرة رؤية رجلَيْ الدين والمدافعَيْن عن حقوق الإنسان سفر الحوالي (75 عاما) وسلمان العودة (69 عاما)، لكن سلطات السجن رفضت طلبها، قالت إن منعها من رؤيتهما “ينتهك الشروط المرجعية لزيارة البلدان“.
كما حثّت خبيرة الأمم المتحدة الحكومة السعودية على السماح للسجناء برؤية عائلاتهم ومراقبين مستقلين، إذ قالت “إنه في حين أن سلطات السجن زعمت عدم وجود أي سجينات مسنات في أقسام الحراسة القصوى، إلا أنها لم تقدم معلومات حول عدد الأشخاص المسنين.
على صعيد آخر، عبّرت الخبيرة عن قلقها من عدم تقاضي السجناء الذي يعملون في سجن الحاير أي أجر، بل يحصلون على امتيازات مثل الزيارات العائلية مقابل عملهم، وقالت منظمة سند وهيومن رايتس ووتش إن للسجناء الحق في الزيارات العائلية، وينبغي للحكومة السعودية ألا تستخدم ذلك كحافز.
لطالما وثّقت المنظمات الحقوقية ظروف الاحتجاز المزرية في السجون السعودية، بما فيها سوء المعاملة والإهمال الطبي، يواجه السجناء المسنون مخاطر إضافية، إذ لا يتمكن معظمهم من صعود الدرج بسهولة، أو السير مسافات طويلة للحصول على وجبات الطعام، أو ارتداء ملابسهم أو استخدام الحمام بدون مساعدة.
توفي أيضا مفكرون وأكاديميون وحقوقيون مسنّون بارزون في السجون السعودية، منهم الأستاذ الجامعي عبد الله الحامد (69 عاما)، الداعي إلى الإصلاح السياسي والمؤسس مشارك في “جمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية“، الذي توفي في 24 أبريل/نيسان 2020؛ وموسى القرني (67 عاما)، الداعي إلى الإصلاح السياسي، الذي توفي في 12 أكتوبر/تشرين الأول 2021؛ وأحمد العماري (69 عاما)، رجل الدين والعميد السابق لـ “كلية القرآن الكريم” في “الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة“، الذي توفي في 20 يناير/كانون الثاني 2019.
ما يزال رجال دين، ومدافعون عن حقوق الإنسان، وحقوقيون، وأكاديميون مسنون محتجزين تعسفا بتهم متعلقة فقط بنشاطهم السلمي، منهم سفر الحوالي (75 عاما)؛ وعبد الله اليحيى (73 عاما)؛ وإبراهيم الناصر (71 عاما)؛ وسلمان العودة (69 عاما)؛ وزهير كتبي (69 عاما)؛ وعوض القرني (68 عاما)؛ ومحمد دليم القحطاني (67 عاما)؛ وعايدة الغامدي (67 عاما).
قالت جوي شيا، باحثة السعودية في هيومن رايتس ووتش: “ينبغي للسعودية إظهار التزام فعلي بحقوق الإنسان قبل استضافة المعرض الدولي 2030 وكأس العالم فيفا 2034، عبر الإفراج فورا وبدون شروط عن جميع الحقوقيين المحتجزين تعسفا، بدءا بالذين تدهورت حالتهم الصحية ويحتاجون إلى رعاية صحية عاجلة“.