عشية زيارة ترامب: 16 منظمة حقوقية من بينها سند تطالب السعودية بالإفراج عن الصحفيين وإنهاء القمع العابر للحدود

وقّعت منظمة سند الحقوقية، إلى جانب 15 منظمة دولية، على بيان مشترك صدر اليوم 12 مايو 2025، يدعو السلطات السعودية إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الصحفيين والكتّاب المحتجزين، ورفع حظر السفر التعسفي، وإنهاء الملاحقات القانونية والرقمية التي تستهدف حرية التعبير داخل المملكة.

جاء البيان قبيل زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرياض، في أول جولة دولية له منذ عودته إلى الرئاسة، حيث سلّط الضوء على استمرار القمع داخل المملكة رغم محاولات التبييض الدبلوماسي، داعيًا الإدارة الأمريكية والكونغرس إلى تبني تشريعات صارمة لحماية الصحفيين المقيمين في الولايات المتحدة، سواء كانوا سعوديين أو أجانب، من القمع العابر للحدود، ولا سيما عبر برامج التجسس والمراقبة الإلكترونية.

وأشار البيان إلى مرور أكثر من سبع سنوات على اغتيال الصحفي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، دون أي محاسبة حقيقية، رغم تأكيد أجهزة الاستخبارات الأمريكية أن العملية نُفذت بموافقة ولي العهد محمد بن سلمان، واعتبرت المنظمات أن الإفلات من العقاب في قضية خاشقجي شجّع السلطات السعودية على مواصلة قمعها للصحفيين المستقلين ورسامي الكاريكاتير والمدوّنين، مما ساهم في ترسيخ مناخ من الخوف داخل البلاد.

وصنّف تقرير منظمةمراسلون بلا حدودلعام 2025 السعودية في المرتبة 162 من أصل 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة، فيما وثّقت لجنة حماية الصحفيين وجود ما لا يقل عن 10 صحفيين خلف القضبان حتى نهاية عام 2024، لتصبح المملكة عاشر أسوأ دولة في العالم من حيث سجن الصحفيين.

وسلّط البيان الضوء على قضية رسام الكاريكاتير السعودي محمد الغامدي، الذي كان ينشر رسوماته في صحيفة لوسيل القطرية، حيث اعتُقل في فبراير 2018، وصدر بحقه حكم بالسجن ست سنوات مع حظر سفر، وبعد انتهاء مدة محكوميته عام 2024، تم تمديدها بشكل مفاجئ إلى 23 سنة، دون إتاحة خيار الاستئناف، بتهم تتعلق بتعاطف مزعوم مع قطر وإهانة الحكومة السعودية، في مثال صارخ على استمرار القمع رغم تطبيع العلاقات مع الدوحة.

كما وثّق البيان حادثة اعتقال الصحفي التركي كورتولوش دميرباش في يوليو 2024 أثناء تغطيته لفريق بلاده لكرة القدم تحت 19 عامًا في السعودية، وقد أُفرج عنه بعد تدخل دبلوماسي تركي، وذكرت تقارير أنه كان يحمل صورة لخاشقجي، ما اعتُبر تهديدًا من قبل السلطات.

ورغم الإفراج عن عدد من النشطاء في عام 2025، مثل الصحفي الفلسطيني حاتم النجار، إلا أن كثيرًا منهم يُمنعون من السفر أو من ممارسة أي نشاط إعلامي، ومن بين هؤلاء المدوّن السعودي رائف بدوي، الذي أُفرج عنه في 2022 بعد قضاء عشر سنوات في السجن، لكنه لا يزال ممنوعًا من مغادرة البلاد لمدة عشر سنوات إضافية، ما حال دون لمّ شمله مع أسرته في كندا.

وحذّر البيان من مشروع قانون إعلامي جديد تسعى السلطات السعودية لإقراره، يفرض تراخيص حكومية على جميع أشكال النشاط الإعلامي، ويحظر ما يُسمى بالأخبار الكاذبة وانتقاد العائلة الحاكمة أو السياسات العامة، مما يهدد ما تبقى من هامش حرية التعبير، كما أشار البيان إلى استخدام السلطات لقوانين مكافحة الإرهاب والجرائم الإلكترونية لتجريم الخطاب السلمي.

وأشار البيان إلى استخدام المملكة لتقنيات تجسس إسرائيلية مثلبيغاسوسلمراقبة صحفيين، من بينهم بن هوبارد مننيويورك تايمز، وإدارة حملات تضليل إلكترونية ضد صحفيات مثل غادة عويس، التي رفعت دعوى قضائية في فلوريدا ضد ولي العهد السعودي ومؤثرين أمريكيين، وفي قضية أخرى، ألزمت محكمة أمريكية شركة NSO بدفع تعويضات تفوق 167 مليون دولار بسبب اختراقات طالت أكثر من 1400 مستخدم واتساب، وأشارت الأدلة إلى تورط السعودية.

وأكد الموقعون على البيان مطالبهم الرئيسية، وهي:

  1. الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين بسبب تعبيرهم السلمي عن آرائهم.
  2. إنهاء قرارات منع السفر التعسفية بحق النشطاء والصحفيين وعائلاتهم.
  3. تعديل القوانين القمعية بما يضمن حماية حرية الصحافة والتعبير.
  4. وقف التجسس الرقمي وحملات التضليل، ورفع الحجب عن المواقع الإعلامية المستقلة.

من جانبها تدعو منظمة سند الرئيس ترامب إلى تحمّل مسؤوليته الأخلاقية والسياسية في إثارة ملف الصحفيين المعتقلين خلال لقاءاته الرسمية، وعدم السماح بأن تتحول زيارته إلى غطاء لتلميع سجل السعودية القمعي.

الموقعون على البيان:

منظمة سَنَد الحقوقية (SANAD Human Rights Organisation)

Access Now

منظمة القسط لحقوق الإنسان (ALQST for Human Rights)

Artists at Risk Connection (ARC)

Cartooning for Peace

Cartoonists Rights

لجنة حماية الصحفيين (Committee to Protect Journalists – CPJ)

DAWN (Democracy for the Arab World Now)

Freedom Cartoonists

مركز الخليج لحقوق الإنسان (Gulf Centre for Human Rights)

HuMENA for Human Rights and Civic Engagement

Law and Democracy Support Foundation (LDSF)

PEN America

REDWORD for Human Rights & Freedom of Expression

مراسلون بلا حدود (Reporters Without Borders – RSF)

SMEX (Social Media Exchange)

زر الذهاب إلى الأعلى