رسالة من أروقة الموت لـ “سند”: خرجنا من السجن فحرمونا من حقوقنا
تلقت منظمة “سند” رسالة خاصة من أحد المعتقلين السعوديين المفرج عنهم من قبل سلطة ابن سلمان، ليؤكد فيها على ما حدث له داخل السجن وبعد الإفراج عنه.
واعتبر في رسالته للمنظمة، أن الاعتقالات والتهم التي طالت معتقلي الرأي وأسرهم، تأتي زورا وبهتانا؛ لأغراض الترويج السياسي بأن سلطة محمد بن سلمان تواجه الإرهاب بقوة.
وبحسب الرسالة التي حصلت عليها منظمة “سند”، فإنه أكد على أن في غالب قضايا معتقلي الرأي من سيناريوهات المحققين، فأبناء البلد ضحايا لتضخيم القضايا، سواء للدعاية الإعلامية أو للأغراض السياسية أو لاستنزاف خزينة الدولة تحت ذريعة محاربة الإرهاب.
وأشار إلى أن المحققين كانوا يكتبون التهم الموجهة إليهم ويجبرونهم بالتبصيم عليها، وإن رفضوا يقولوا، “ترى لو ما تبصم عندنا قضايا جاهزة غيرها راح تبصم عليها بالقوة”.
ويضيف، أن هذه الحالات عشناها خلال الاعتقال التعسفي، حيث كان يعمل بمجال التجارة بعد اتمام الدراسة الجامعية، إلا أنه فوجئ بالاعتقال أثناء خروجه للصلاة واقتحام منزل أهله في حينها، ثم اقتياده للسجن بحراسة مشددة وأسلحة ورشاشات وكأنه من قيادات إرهابية أو قيادات المافيا أو تاجر أسلحة.
ورفض المتحدث أن يفصح عن جنسيته، خوفا من الاعتقال التعسفي مجددا، حيث يؤكد على أن سبب الاعتقال كان الاشتباه في علاقات تجارية مع تجار ومستثمرين في المملكة.
وعن تبعات الاعتقال والتعويض، أشار إلى أنه يعاني اليوم من قصور في وظائف الكلى وجلطة دماغية في الجهة اليسرى وسكتة قلبية وعسر وسوء الهضم ونقصان فيتامين D وهشاشة العظام، بسبب أوضاع الاعتقال التعسفي، في حين أن السلطة لم تسلمه أي تعويضات، رغم إخباره بذلك.
وبيّن المعتقل أن السلطة رفضت تسليمه ما يثبت أنه كان معتقلا، متسائلا عن الهدف من ذلك وعلاقته بالتكتم والتستر على كل الجرائم المنظمة أو سمها تلطفا “الممارسات اللا إنسانية تحت مسمى مكافحة الإرهاب”، بل وحتى عدم إنهاء المحاكمات وتسليم صك الحكم النهائي.
ويتساءل المعتقل المفرج عنه، عن ممارسات السلطة مع المعتقلين المفرج عنهم والغاية منه، وما له من علاقة في طمس الأدلة وإنكار كل ما يخص الحقوق والمستحقات من التعويضات المالية وتعويض الخسائر التجارية والتعويضات الطبية، للمعتقل المفرج عنه.
وطالب الجهات المعنية في المملكة بضرورة فتح المجال لإنهاء المحاكمات وتسليم الحقوق عبر سفارات المملكة في الدول الأجنبية.
وعبّر الناشط عن شكره لمنظمة “سند” تجاه العطاء المقدم لمعتقلي الرأي وحقوق الإنسان، مؤكدا على أن التاريخ يسجل كل المواقف الإنسانية النبيلة وقبلها رضوان الله وفضله.